القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ مصارعة الثيران: من بلاد ما بين النهرين إلى إسبانيا



تعد مصارعة الثيران من أقدم الألعاب الرياضية في التاريخ، وقد شهدت تطوراً منذ العصور القديمة إلى العصر الحديث. ورغم أنها تشمل أشكالاً مختلفة في دول عديدة، فإن إسبانيا تعتبر الوجهة الأساسية لهذه الرياضة.

تعود بداية مصارعة الثيران إلى بلاد ما بين النهرين، حيث ذكرت ملحمة جلجامش الشهيرة، 

وهي ملحمة شعرية قديمة من آداب 
بلاد الرافدين.
في الملحمة المذكورة، تم وصف مشهد مثير لاستعراض قوة الثور الذي لم يهزم، ولكن بعد ساعات من المعركة، تمكن جلجامش من التحرك ببراعة ورقص امام الثور، واستخدم هذه الحركات لاستدراج الثور وإيقاعه، وبعد ذلك تمكن إنكيدو من توجيه ضربة نهائية إلى رقبة الثور وقتله.

.. وفي العصور القديمة، كانت الثيران تعتبر ضحايا للآلهة في بلاد الرافدين والمنطقة البحر المتوسط، وكان يقوم الناس بذبحها وتقديمها في إطار طقوس دينية.


اليونان القديمة


، كانت مصارعة الثيران شائعة، وكانت تمثل في اللوحات الجدارية التي تعود إلى 2000 قبل الميلاد. كما أنها كانت شائعة في مدرجات روما القديمة، حيث كان الناس يشاهدون ذكوراً وإناثاً في مواجهة ثور هائج،


في العصور الوسطى

كانت مصارعة الثيران مقتصرة على النبلاء في إسبانيا، حيث كانوا 

يمتلكون الثيران ويتولون ترويضها. وكان الناس يشاهدوا رجلاً يتصارع مع الثور في ساحة المعركة، وكانت هذه الرياضة مقتصرة على الأغنياء فقط.


وفي القرن الثامن عشر، بدأت مصارعة الثيران تنتشر في إسبانيا، وأصبحت شعبيةً بين الناس. وفي الوقت الحاضر، تعتبر مصارعة الثيران من أهم الأحداث الثقافية والرياضية في إسبانيا، حيث يحضرها الآلاف من الناس من داخل إسبانيا وخارجها.


ويتم تنظيم مصارعة الثيران في مدن وقرى إسبانيا، وتشمل المواجهات بين الثيران والمصارعين الذين يحملون رمحاً ويحاولون صد الثور. وتشكل مصارعة الثيران جزءاً من التراث الإسباني العريق، وتعتبر أحد الأنشطة الثقافية الهامة التي يتمتع بها السياح الذين يزورون إسبانيا.


ومع ذلك، فإن مصارعة الثيران قد تتسبب في إيذاء البشر وتثير الجدل، ولذلك تواجهت حملات دولية لمنع هذه الممارسة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الرياضة ما زالت محبوبة في إسبانيا وتحظى بدعم كبير من بعض السكان، الذين يرون أنها تمثل جزءاً من تراثهم الثقافي والتاريخي.


بين الأصالة والتحدي الرياضي، تتميز مصارعة الثيران بقوة جاذبيتها الثقافية والرياضية. وبالرغم من الجدل الذي تثيره، فإنها ما زالت تستمر في إسبانيا، وتثير اهتمام السياح الذين يرغبون في الاطلاع على تاريخ هذه الرياضة وشاهدوا تجربة فريدة من نوعها.


ما هي الحملات التي تطالب بمنع مصارعة الثيران؟


تواجه مصارعة الثيران حملات دولية لمنع هذه الممارسة لأسباب تتعلق بالرفق بالحيوانات ومكافحة العنف ضد الحيوانات. وتطالب هذه الحملات بوقف مصارعة الثيران وإنهاء هذه الممارسة التي تتسبب في إيذاء الحيوانات.
وتقود هذه الحملات عدة مؤسسات ومنظمات عالمية من بينها "منظمة اليونسكو" و "منظمة الحيوان العالمية" و "منظمة العفو الدولية" و "مؤسسة بيتا لحقوق الحيوان" والعديد من المنظمات الأخرى.
وتشير هذه المنظمات إلى أن مصارعة الثيران تعتبر ممارسة وحشية وتتسبب في إيذاء الحيوانات، وتمثل انتهاكاً لحقوق الحيوانات. وتدعو هذه المنظمات إلى إيجاد بدائل رياضية أخرى تحافظ على التراث الثقافي وتحترم حقوق الحيوانات في الوقت نفسه.
وتواجه هذه الحملات معارضة من الجماهير التي تحب هذه الممارسة وتروج لها بأنها تمثل جزءاً من التراث الثقافي والتاريخي لبعض الدول. وتتباين آراء الناس حول مصارعة الثيران، إذ يرى البعض أنها تعبر عن الفخر الوطني والتراث الثقافي، في حين يرون البعض الآخر أنها تتسبب في إيذاء الحيوانات وتمثل ممارسة وحشية وغير مقبولة.
على الرغم من وجود تنظيمات وحملات تطالب بمنع مصارعة الثيران، إلا أنها ما زالت تستمر في بعض الدول، وتحظى بشعبية كبيرة بين الناس. ويتم الترويج لها كنشاط سياحي وثقافي، وتعتبر مصارعة الثيران جزءاً من التقاليد والثقافة في بعض الدول، وتمثل تحدياً رياضياً للمصارعين والحيوانات على حد سواء.


تعليقات